المفتي العام الدكتور مصطفى حاجي  : تربية الاطفال و رعايتهم  هو  من واجبات  اولياء امورهم

 

 

في عصرنا الحالي هناك محاولات  للبحث عن بديل  للاهل  و الناس و بالاخص الاطفال  ان يتم  التعامل  معهم كسلع  و تقييمهم  بالمال  . هذا الامر يعارض الطبيعة الانسانية  و كذلك الامر لا  ينطبق على الاخلاق و  السمات  الاسلامية  .  هذا الامر يمكن  اثباته بعدد  من المعطيات و الحقائق .

اولاً  :  اولياء الامور  و خاصةً  الام لا يمكن  تعويضها  من قبل  اهالي مستحدثين لتربيتهم  او من خلال المؤسسات الاجتماعية  او المنظمات  لان الطفل بحاجة  الى اهتمام الام  بما فيها  من روح و محبة  .  مهما تكن الظروف الصعبة   التي يعيشها الطفل  لكنه يبقى بحاجة  شعور  الحنان  و العطف الذي تعطيه له امه  و ليس الى ذلك الذي يقدم  له الالعاب الرائعة و الجميلة  او الظروف  الملائمة  . كما تسمى الظروف المناسبة و الملائمة في اعين  بعض الناس ، لكنهم ليس ذلك العطف و الحنان  الذي يجب ان يعيش فيه الطفل  . الجيل  القديم  يعرف معرفة تامة  الظروف التي عاشوا بها  و التربية التي حظيوا بها  ، لكنهم يعرفون  السعادة التي يشعر فيها الطفل  .

باختصار  هنا  لم يتم القصد  الانضباط و النظام  ، و ليس القوانين  ،  هنا المقصود  الروحانية التي يعطيها  اولياء الامور الى ابنائهم  و هم يجب ان يسيروا على هذه التربية  الروحانية  ليلاً نهاراً و ليس بتطبيق قوانين مستحدثة  وضعها آخرون .

ثانياً : القران الكريم وجه الناس على السير في الاتجاه الصحيح  . اذا فقد الانسان  هذا الاتجاه فقد  نفسه . الممارست اثبتت  بان الانسان اذا ابتعد عن طريق الحق  و هو طريق  ينصه القران الكريم  بانه سيحصد  ثمار  مرة نتيجة خياره الخاطئ . و هذا الامر سيحصل اذا  الناس لم ياخذوا بالحسبان  النصائح القرانية  . و يجب ان لا ننسى  ان الحديث ليس  هو حول  العدالة ، و ليس عن الربح المادي  و ليس الحفاظ على البيئة  و لكن  الحفاظ على الانسان الذي هو خليفة الله  سبحانه و تعالى  على الارض  .

لنرى ماذا  اخبرنا القران الكريم  عن اولياء  امورنا 

( وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ ) .

من المهم ان نلفت النظر  حول مقطع  وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ لانه هنا تتم الاشارة  الى توارث القيم الاخلاقية  من الاباء  و التي هي  مورثة  في الاباء  و ليس في الناس الغرباء  و المنظمات  .  بالممارسة العملية نحن نعلم ان حتى الحيوانات  تتبع  امهاتهم  بشكل غريزي  ،  و الذي يعطي الفرصة للصغار بان  يتبعوا العادات و القوانين و طريقة عيش ابائهم  .

ثالثا :  ان سحب  حقوق  الاباء من رعاية ابنائهم و اعطائها  الى اولياء امور مستحدثين او منظمات  يفتقد  الى  القيم الانسانية  و تقدمها عن المخلوقات الاخرى التي خلقها الله تعالى  .  هذه الاجراءات مثل  تجريد اولياء الامور من حقوقهم الابوية  و التبني  نوعا ما يرجعنا  فترة العبودية حيث كان الانسان يشترى و يباع  كالبضاعة  .

رابعاً  : كيف نتصور طفلاً  عاش من دون اب او ام  ؟ كيف في المستقبل بامكانه ان يكون هو اب او ام  و يهتم باطفاله  ؟  و امراً  آخر كيف سيكون المجتمع  و كيف ستكون الامة التي نتوقعها  الذين فقدوا الى اهم القيم الموروثة  ؟

هذه الاجراء بان  يتم  حرمان  الاهل من حقوق  الوالدين  و ان يتم تربيتهم من قبل اشخاص او منظمات اخرى  سوف يؤدي الى تغيير  الطبيعة البشرية  الذي حذرنا الله منها  و قال في كتابه العزيز في سورة النساء  (  وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآَمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آَذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآَمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا )  .  

لا توجد اي ديانة تسمح  باللعب  بمشاعر  الناس  مهما كانت طبيعة  اولياء امورهم  .

الفلسفة الاسلامية واضحة  و هي ان تربية  الاطفال هو حق قانوني  و واجب  الاهل  

 

الدكتور مصطفى حاجي 

المفتي العام لجمهورية بلغاريا  

 


الديانة الاسلامية   جميع الحقوق محفوظة